يوسف الحويك في أواخر العمر، باللباس التقليدي "العباية".
مصدر الصورة : الحكيم، مارون. العصر والثقافة، مئوية مرّت في صمت و"النهار العربي والدولي" ينبش مراسلاتِه ورسومِه (٢) للمرة الأولى تُنشر آخِرُ رسوم يوسف الحويك، دون تاريخ، ص. 36.
This testimonial sheds light on the pioneering Lebanese sculptor Youssef Hoyek, whose work remains largely understudied.
His artworks and archives are currently scattered and neglected. There are no official archives or museums that collect his work. This has been possibly affected by the political instability that Lebanon has been undergoing since the death of Hoyek more than sixty years ago.
This testimonial aims to highlight Youssef Hoyek’s work and is based on the research I undertook in Lebanon and abroad for my doctoral thesis. Its aim is to contribute to the writing of the history of modern art in Lebanon and the region, through a rapid overview of unpublished and largely unknown material.
Short biography of the artist
Youssef Saadallah Hoyek (1883-1962) was born in the village of Halta Batroun in Northern Lebanon. He spent his life between Lebanon, Rome and Paris.
He studied at the Sagesse School in Beirut where he met poet and writer Gibran Khalil Gibran (1883-1931). In 1903, he traveled to Rome to study painting with the help of his uncle Elias Hoyek, the patriarch of the Maronite community. In 1909, he went to Paris where he met his friend Gibran and they spent two years together.
This was one of the most important stages in his life, as he could take advantage of the artistic movements developing at that time in the French capital and take classes in some of the best-known painting academies. The study of Youssef Hoyek’s work provides a historic glimpse into the art of sculpture in Lebanon in the 20th century.
Hoyek was influenced by classical western art, whilst his style contains oriental elements. He worked in various genres: sketches, religious murals, paintings and sculpture (female nudes, monuments, religious sculptures and portraits of famous personalities).
يوسف الحويك (1883-1962)
رائد مَنْسِيّ للنحت اللبناني والعربي
ديانا جحى، الجامعة اللبنانية
تاريخ النشر: 1.9.2022
مقدمة
سنتناول في هذا الموضوع رائد النحت اللبناني والعربي يوسف سعدالله الحويك. قضى حياته متنقلاً بين لبنان، روما وباريس. تأثّر بالفن الغربي الكلاسيكي ولكن نبضه لبناني شرقي. تطرّق يوسف إلى المواضيع الدينية، الوطنية، السياسية وموضوع المرأة.
على الرغم من شهرة الفنان في لبنان إلا أنه لا توجد منشورات ولا متحف خاص به، ولا سيما أي كاتالوغ خاص بالفنان وأعماله.
توزّعت وتشتّت أعماله بين أقاربه وأصدقائه في لبنان. شكّل ذلك صعوبات للحصول على بعض أرشيف الفنان المبعثرة في مختلف المناطق اللبنانية والخارج كما أن العديد منها غير موقّعة ولا مؤرخة ولا معنونة.
توزّعت أعماله في الأماكن الدينية، المتاحف وفي مجموعات خاصة سنذكر بعض الأماكن الأساسية.
تتواجد في دير راهبات العائلة المقدسة في عبرين البترون عدة أعمال دينية، بالإضافة إلى عشر جداريات دينية في سيّدة لبنان في الأشرفية وفي كنيسة سيدة لبنان حريصا تمثال أم النور.
من أعمال الحويك النصبية تمثال الفروسية ليوسف بك كرم في ساحة كنيسة مار جوورجيوس إهدن. أما في المتاحف فتتواجد بعض أعماله في متحف جبران خليل جبران، متحف نقولا سرسق، متحف نابو، المتحف الوطني اللبناني بيروت، متحف أمين الريحاني، كما تتواجد أعماله أيضاً في بعض الغاليريهات نذكر منها غاليري أجيال في الحمراء بيروت.
لم تقتصر أعماله في لبنان ولكن إيطاليا وفرنسا. في كاتدرائية (Notre-Dame-de-l'Immaculée-Conception de Boulogne-sur-Mer) في فرنسا منحوتة لمريم العذراء والطفل يسوع نُفّذ العمل في لبنان من خشب أرز لبنان، وتم تنفيذ هذا التمثال على نموذج كان في الكاتدرائية يعود للقرن الثامن عشر تحت اشراف المونسنيور لوبرترRemi Leprêtre المندوب الرسولي في بيروت، وتم إرسال المنحوتة إلى فرنسا وذلك بمناسبة الكونجرس المريمي الوطني الرابع (4e congrès marial national) عام 1938، التي استضافتها Boulogne-sur-Mer، تحت رئاسة البابا بيوس الحادي عشر والكاردينال لينارت (Liénart). (Association de Notre Dame)
سنتناول بعض أعمال الحويك منها تمثال الشهداء الأول (الصّورة 1). كلّفت سلطات الإنتداب الحويك بابتكار منحوتة تخلّد شهداء 6 أيار، دشّن التمثال في 2 أيلول 1930، يبلغ ارتفاع التمثال في الأصل 6 أمتار. يُمثّل امرأتين وهما تمدّان أيديهما إلى جرّة جنائزية تشير إلى استشهاد ابنيهما وترمز الجرّة إلى ماضي لبنان الفينيقي. أدخل إلى المنحوتة عنصرين الصليب والحجاب، للتأكيد على اختلاف طائفتهما.
هذا يؤكّد حقيقة على الرغم من كونه أول فنان ابتكر عملاً يهدف إلى إبراز الوحدة الوطنية للبنانيين ونضالهم من أجل الإستقلال، فقد تمّ إهماله فيما بعد واستبداله بالتمثال الحالي الموجود في ساحة الشهداء في بيروت. تعرّض النصب إلى هجوم بضربة مطرقة عام 1948 ثم أزيل من ساحة الشهداء عام 1953 لأسباب طائفية وسياسية (البلد).
الصّورة 1: يوسف الحويك. تمثال الشهداء الأول "الباكيتان"، 1930، حجر جيري، حوالي 100×160 سم، الصورة في الأعلى© متحف نقولا سرسق الأشرفية، تصوير شخصي، الصورة الثانية للتمثال في ساحة البرج© الأستاذ الياس ريشا (جريدة البلد).
رسم الحويك تخطيطات بالألوان المائية يبلغ عددها سبعة وثلاثين بالحجم الصغير، في (الصّورة 2) مشهد للحويك مع صديقه جبران أمام منحوتة سموتراس في متحف اللوفر في باريس. تُعتبر هذه التخطيطات مذكرات نادرة للفترة التي قضاها في العاصمة الفرنسية مع جبران ونقلنا إلى ضفاف نهر السين في شوارع باريس ومحترفاتها ومقاهيها، في المكتبة، مع الأصدقاء، تروي مواضيع وأحداث من حياته اليومية.
الصّورة 2: يوسف الحويك. الحويك وجبران في متحف اللوفر. بين 1909-1910. ألوان مائية، غير موقّعة، 9 ×7 سم، مجموعة لاون الحويك، © لاون الحويك، تصوير شخصي.
في المتحف الوطني اللبناني في بيروت، منحوتة الأبجدية (الصّورة 3)، تقع هذه المنحوتة في أعلى الدرج المؤدي إلى الطابق الأول من المتحف. هذا التمثال يمثل امرأة ترتدي ثوباً طويلاً مع ثنيات (مطوي)، ترفع ذراعيها وتحمل صحن كروي نقش عليها الأحرف الأبجدية الفينيقية. قصة رمزية للفينيقيين لتنشرالأبجدية للعالم (Afeiche).
الصّورة 3: يوسف الحويك ، تمثال الأبجدية، 1937 ©المتحف الوطني في بيروت، تصوير شخصي.
في (الصّورة 4) تمثال البطريرك الياس الحويك راكعاً وهو يسند ركبتيه على المِصلاة، الصليب محفور وعليه خطوط ذهبية تُمثّل النور الإلهي. حَفَرَ الفنان توقيعه على قاعدة المنحوتة. دقة العمل وإبداع النحات يجعلنا نحسّ بأن البطريرك حاضرٌ معنا وتوحي بالخشوع.
ذُكر في مجلة المنارة: "هو البطريرك الحويك بعينيه الغائرتين القويتين اللتين توحيان بالقوة والثقة والطمأنينة. هو الحويك بحاجبيه العريضتين المقطبتين وتتوزّع على تقاطيع ذلك الوجه اللبناني الصميم صورة البطولة والجهاد والشمم. جمال ودقة صنع الضريح وفنه ولونه. سكينة هذا الهيكل تلاقت مع سكينة هذه النفوس وهذه الجدران الجامدة كيف تعبق بأريج تلك الأعمال الجبارة التي أتاها صاحب الغبطة"(داغر).
الصّورة 4: يوسف الحويك، البطريرك الياس الحويك 1934، برونز بالحجم الطبيعي للبطريرك، طول 146سم ×53 سم، قاعدة 67 سم
© معبد دير راهبات عبرين البترون، تصوير شخصي.
نحت الحويك جسد المرأة في أعمال كثيرة، منحوتة الطبيعة الحالمة (الصّورة 5) معبّرة فيها الكثير من الأحاسيس والتأمّل وتضفي الكثير من الأنوثة والرقة. التضاد واضح نرى اختلاف الملمس بين جسد المرأة الناعم وكتلة الصخر القاسية. شَعر الفتاة مربوط إلى الخلف ليتدلّى ويندمج مع كتلة الصخر وهنا يظهر تأثّره بالنحات رودان.
الصّورة 5: يوسف الحويك. الطبيعة الحالمة. د.ت. حجر. غير موقّعة، 37 ×40 سم،© ثانوية البترون الرسمية، تصوير شخصي.
خلاصة
خلال البحث عن أرشيف يوسف الحويك كان الهدف تسليط الضوء على فنان لبناني لم يأخذ حقه في وطنه. أعماله مبعثرة في أرجاء لبنان والخارج وربما بعضاً منها مفقودة.
كان تصوير الأعمال الدينية سهلاً أما الأعمال الموجودة عند أقارب الفنان فكان أصعب. جمّعت بعض أرشيف المجلات والجرائد في لبنان (جريدة الديار، النهار والأنوار والأوديسيه) وبعض الرسائل التي كتبها لأصدقائه وأقاربه. نذكر بعض عناوين صفحات الجرائد في الأوديسيه "جبران بريشة الحويك"، في جريدة الديار" تمثال الشهداء الأول للنحات يوسف الحويك شهيد تماثيل الإستشهاد".
تميّزت منحوتات يوسف الحويك بالدقة، تناول مواضيع وطنية، تاريخية، دينية وشخصيات معروفة وأصدقاء وفنانين.
كان يوسف الحويك رائد النحت اللبناني والعربي ويُعتبر مدرسة نحتية لجيل لاحق من النحاتين الذين ساروا على خطاه وطوّروا أسلوبهم.
Bibliography / فهرس المراجع
Afeiche, Anne–Marie. « Les petites histoires du Musée National de Beyrouth ». Agenda culturel, no. 4, 30 Sept. 2021. https://www.agendaculturel.com/article/les-petites-histoires-du-musee-national-de-beyrouth-4. Accessed 21 Oct. 2021.
Archives du Diocèse d’Arras (archiviste diocésain Mme Audrey Cassan) et de Monsieur René Sanson (Association des pèlerins de Notre Dame de Boulogne-sur-Mer).
حجيري، محمد."حكاية مكان تعدّدت أسماؤه قبل أن يُسمى 'ساحة الشهداء'". صدى البلد، السنة الأولى، الأربعاء 28 تموز 2004، العدد 213، صفحة مفقودة.
داغر، ليباوس. "المحاضرات الفلسفية الدينية، أمام تمثال الحويك في عبرين"، المنارة، العدد 1، السنة 11، كانون الثاني-شباط-آذار 1940، ص. 95-98.
زغيب، هنري. "جبران والحويك: المئوية الأولى"، دار الأوديسيه ,السنة الأولى، شباط 1983، العدد 10، ص. 4.
شيبوب، ادفيك. جبران والحويك في باريس، دار الحرف الذهبي، طبعة ثالثة، 2001.
يمّين، خاطر وتويني، يقظة الحجر. أعمال نحتية مصوّرة بعدسة مانوغ، دار النهار للنشر، 2004.
Biography
Diana Jeha is a lecturer, Faculty of Fine Arts and Architecture, Lebanese University. She holds a PhD in history of art from the Holy Spirit University of Kaslik Lebanon. Her doctoral thesis—with the title "The Work of the Artist Youssef Hoyek: An Artistic & Aesthetic Analysis"—focused on a critical analysis of the work of the forgotten Lebanese artist Hoyek. She also obtained a Master’s degree in Fine Arts at the Lebanese University in Beirut.
As a visual artist, she participated in several exhibitions in Lebanon and abroad. Her work is often inspired by what is surrounding her.
How to cite this testimonial: Diana Jeha, "يوسف الحويك (1883-1962): رائد مَنْسِيّ للنحت اللبناني والعربي"
Manazir: Swiss Platform for the Study of Visual Arts, Architecture and Heritage in the MENA Region, 1 September 2022 https://www.manazir.art/blog/diana-jeha-yosf-lhoyk-1883-1962-rd-mnsy-llnht-llbnny-olaarby.